مدينة فاس هي ثالث أكبر مدن المملكة المغربية بعدد سكان يزيد عن 1.7 مليون نسمة و أكثر من المليونين مع حساب المناطق المجاورة(زواغة بنسودة عين الله (إحصائيات 2004 م). تأسست مدينة فاس 182 هجري/ 4 يناير 808 (808-01-04) (العمر 1201)، على يد إدريس الثاني الذي جعلها عاصمة الدولة الإدريسية بالمغرب، حيث ستحتفل المدينة سنة 2008 بعيد ميلادها ال1200. تنقسم فاس إلى 3 أقسام، فاس البالي وهي المدينة القديمة وفاس الجديد وقد بنيت في القرن الثالث عشر الميلادي والمدينة الجديدة التي بناها الفرنسيون إبان فترة الاستعمار الفرنسي. التاريخ
يعود تاريخ مدينة فاس إلى القرن الثاني الهجري، عندما قام إدريس بن عبد الله[/url] مؤسس
دولة الأدارسة عام 172هـ الموافق لعام
789 م ببناء مدينة على الضفة اليمنى
لنهر فاس. وفد إلى مدينة فاس عشرات العائلات العربية من القرويين ليقيموا أول الأحياء في المدينة والذي عرف باسم عدوة القرويين. كما وفد إليها الأندلسيون الذين أرغموا على الهجرة من الأندلس ليكونوا حي عدوة الأندلسيين. وكان هناك حي خاص لليهود وهو حي
الملاح. بعد وفاة إدريس الأول بعشرين سنة أسس ابنه
إدريس الثاني المدينة الثانية على الضفة اليسرى من النهر. وقد ظلت المدينة مقسمة هكذا إلى أن دخلها
المرابطون فأمر
يوسف بن تاشفين بتوحيدهما وجعلهما مدينة واحدة فصارت القاعدة الحربية الرئيسية في شمال المغرب للدول المتتالية التي حكمت المنطقة بالإضافة لكونها مركزا دينيا وعلميا في
شمال أفريقيا وأسست فيها
جامعة القرويين عام
859 م التي كانت مقصد الطلاب من جميع أنحاء
العالم الإسلامي وأوروبا.
[1]كانت مدينة فاس أحد ركائز الصراع بين
الأمويين في الأندلس والفاطميين في شمال أفريقيا. ظلت المدينة تحت سيطرة الأمويين في الأندلس لمدة تزيد على الثلاثين عاما وتمتعت خلال تلك المدة بالازدهار الكبير. وعندما سقطت الخلافة الأموية
بقرطبة وقعت مدينة فاس تحت سيطرة
أمراء زناتة الحكام المحليين للمغرب في تلك الفترة، سيطر بعدها المرابطون على المدينة، وتلاهم
الموحدون الذين حاصروا المدينة تسعة أشهر ودخلوها في عام
1143 م. قام
بنو مرين بالسيطرة على المدينة بعد سقوط دولة الموحدين واتخذوها مركزا لهم بدلا من
مراكش، وأنشأوا مدينة ملكية وإدارية جديدة عرفت بالمدينة البيضاء. في عهد المرينيين عرفت مدينة فاس عصرها الذهبي إذ قام
أبو يوسف يعقوب المنصور ببناء فاس الجديدة سنة
1276 م وحصنها بسور وخصها بمسجد كبير وبأحياء سكنية وقصور وحدائق.
[2]وأصبحت مركزا []للدولة العلوية في المغرب[/url]
في 1649 م، وبقيت مركزا تجاريا هاما في شمال أفريقيا. ظلت المدينةأبواب مدينة فاس
للإشعاع الكبير للمدينة الحضاري والعلمي فقد كان يراد للمدن الجديدة التي كان يبنيها المغاربة أن تكون مثل مدينة فاس، ومن أبرز هذه المدن مدينة
القاهرة المصرية التي حملت أبوابها أسماء أربعة أبواب قديمة لفاس ولها جامعة
الأزهر كما أن لفاس جامعة
القرويين
الجغرافيا
منظر شامل عريض لمدينة فاس
تقع
مدينة فاس في أقصى شمال شرق
المملكة المغربية. تشغل الطرق السهلة التي تصل بين ساحل المغرب المطل على المحيط الأطلسي ووسطه. يصل عدد سكانها لأكثر من 1,400 ألف نسمة.
موقع المدينة
التقسيم الاداري لمقاطعات مدينة فاس
لموقع فاس ميزة ذات أهمية في المغرب، وهي غزارة مياهها حيث تمتص الطبقات الكلسية في
الأطلس المتوسط لتكون منطقة من المياه الجوفية تتفجر منها في سهل يسمى
سهل سايس ينابيع كثيرة تتجمع وتتحد لتغذي
نهر فاس أو على الأصح أنهار فاس يضاف إلى ذلك الينابيع التي تتفجر من العدوات الشديدة الانحدار التي حفرها نهر فاس مسيلا له. وتمتد بمدينة فاس قنوات المياه مثل الشرايين لتصل إلى كل
مسجد ومدرسة وبيت، ويتفجر فيها عيون
نهر سبو وروافده. وهو ما جعل المدينة ذات موقع إستراتيجي واستطاعت أن تصمد تحت الحصارات المتتالية عبر التاريخ
أحد بوابات مسجد القرويين
وفي داخل الأسوار تميزت المدينة بوجود عشرة آلاف بناية أصلية، وسبعين كيلو مترا من القنوات المتدفقة من مياه الوادي والعيون، وبها أربعة آلاف نافورة وسقاية. تميز المدينة قصورها التي شيدها المرينيون على التلال التي تطل على فاس من جهة الشمال، وكذلك المنازل القديمة المكونة من طابقين حولها أفنية ضيقة لكنها كسيت بحشوات من الفسيفساء الخزفية، والأبواب المزخرفة بزخارف جصية محفورة، ويحاط بعض المنازل بالحدائق والبساتين.
المارستانات
تعددت بفاس المستشفيات وكثرت، ويوجد عدد كبير من المستشفيات في خارج أبواب المدينة إلا أنها تقل جمالا عن تلك التي كانت بداخلها. وكانت هذه المستشفيات غنية جدا إلا أنه في أيام حرب سعيد عندما كان السلطان في أشد الحاجة إلى المال أشاروا عليه ببيع إيراداتها وأملاكها، وبقيت المستشفيات فقيرة محرومة تقريبا من وسائل العمل. وكان بالقرب من
سوق العطارين و
سوق الحناء مكان يقيم به المرضى بأمراض عقلية ، وكان بناؤه قديما يرجع تأسيسه إلى عهد سلاطين
بني مرين، حيث بنى
أبو يعقوب يوسف بن يعقوب هذا المارستان لما تولى الملك سنة
685 هـ/
1286 م، وعهد إدارته إلى أشهر الأطباء وخصص له الأوقاف الكثيرة من العقار للصرف عليه، ولما عظم أمر المارستان واتسعت أعماله أدخل عليه السلطان أبو عنان زيادات عظيمة. وفي سنة 900هـ / 1495 م لما أقام أهل الأندلس من المسلمين في فاس تولى رئاسة هذا المارستان طبيب من
بني الأحمر يسمى
فرج الخزرجي ولذلك سمي بمارستان فرج، فأصلح فيه وجعل الموسيقيين يعزفون أمام المرضى.
المساجد
انتشرت بفاس العديد من المساجد إلا أن أشهرها على الإطلاق هو
جامع القرويين الذي أسس في
857 م حيث كانت مساحته صغيرة ثم هدم وقام بتشييده
علي بن يوسف المرابطي وزاد في مساحته زيادة كبيرة، وقام بزخرفته صناع أندلسيون، وقد بنى مئذنته الخليفة الأموي
عبد الرحمن الناصر على نفقته الخاصة. وما زال مسجد القرويين يحتفظ بمنبره المصنوع من الخشب المحفور والمطعم. وقد زود هذا المسجد بثريا فخمة وحجرة للوضوء. ومن أجمل الآثار الباقية
جامع الأندلسيين وهو من التحف الخالدة حيث تميز بسقف المصلى، وهو أثر فني خالد بجمال نقوشه وفسيفساء نوافذه الزجاجية التي تجتمع في رسومها ألوان شتى كما تميزه نجفته النحاسية المدلات من السقف وجمال تخريمها وقد أعيد بناؤه في عهد
محمد الناصر وشيده تشيدا عظيما.